جهود أميركية لملاحقة القاعدة باليمن

جهود أميركية لملاحقة القاعدة باليمن

قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إن ما وصفته بكفاح الولايات المتحدة الطويل ضد تنظيم القاعدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قد مر بالعديد من التحولات والتقلبات، وأضافت أن الجهود الأميركية اليمنية المشتركة اضطرت أخيرا إلى إخلاء مدينة يمنية من سكانها المقدر عددهم بـ80 ألف نسمة في سبيل تخليص المدينة من عناصر القاعدة فيها.

وأوضحت أن الإخلاء تم الأسبوع الماضي عندما حاصر الجيش اليمني بدعم أميركي مدينة لودر بمحافظ أبين في جنوبي البلاد بدعوى محاولة ما أسمته استئصال عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من المدينة، الذين ربما يتراوح عددهم ما بين 300 و400 مقاتل وإلقاء القبض على قادة التنظيم في البلاد التي وصفتها بكونها الموطن الأصلي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن العملية العسكرية الأميركية اليمنية المشتركة التي استهدفت المدينة والتي أسفرت عن مقتل العشرات من كلا الجانبين تمثل تصعيدا عسكريا أميركيا مشتركا ما بين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وحكومة الرئيس علي عبد الله صالح في سبيل تخليص البلاد مما أسمتها الجماعة الخطيرة التابعة للقاعدة في محافظة أبين جنوبي البلاد.
وأضافت أنه بينما شكل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خطورة وتهديدات كبيرة لليمن وللغرب وللولايات المتحدة على مدار السنوات الثلاث الماضية، فإن نشاط القاعدة شهد تراجعا في باكستان.
قوات أميركية خاصة
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن قام بتدريب الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب أميركية فوق مدينة ديترويت عشية عيد الميلاد العام الماضي.

وأضافت أن الأميركي من أصل يمني الشيخ أنور العولقي على علاقة مع الطبيب الأميركي من أصل فلسطيني الرائد نضال مالك حسن المتهم بقتل زملائه في قاعدة فورت هود العسكرية ألأميركية في ولاية تكساس، وأن القاعدة في اليمن ربما تقوم بتدريب العديد من المسلمين المولودين في أميركا من أجل "الجهاد".

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة دفعت ملايين الدولارات على شكل مساعدات للجيش اليمني الذي دعمته بقوات أميركية خاصة أيضا، وإن واشنطن تفكر في استخدام خفي للطائرات بدون طيار عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) داخل اليمن الذي يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة، أو ما وصفتها بالبلاد البدائية القبلية المحاذية للسعودية.

وتسعى واشنطن من وراء التصعيد الأميركي الأخير ضد القاعدة في اليمن إلى دعم ما وصفتها الصحيفة بالحكومة الضعيفة في اليمن وإلى تشجيع تنمية اقتصاد البلاد، خشية أن تتسبب الهجمات المتزايدة للجيش في إقبال الشباب اليمني العاطل عن العمل على الانخراط في تنظيم القاعدة.

وأضافت أن تشجيع الرئيس اليمني على مواجهة القاعدة في بلاده لم يكن أمرا سهلا على واشنطن، ولكن الهجمات الأخيرة للقاعدة التي استهدفت مسؤولين أمنيين يمنيين كبارا دفع بالنظام اليمني إلى أن ينظر لتنظيم القاعدة بوصفه يشكل تهديدا لأمن البلاد.

وخلصت الصحيفة إلى القول إنه ينبغي للكونغرس أن يراقب بشكل حذر تورط الإدارة الأميركية المتزايد في اليمن، آخذا في الحسبان أن هذا البلد قد يصبح مصدرا لهجمات مشابهة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وبالتالي مستنقعا يغرق فيه الأميركيون.



واستطردت بالقول إنه من الضروري حصول الإدارة الأميركية على الدعم الشعبي في أي جبهة حربية جديدة تشعلها واشنطن ضد القاعدة، لأن ذلك يعد أمرا حيويا للنجاح فيها.

المصدر: كريستيان ساينس مونيتور